عاشق كلاسيك
عدد المساهمات : 86 تاريخ التسجيل : 25/08/2008
| موضوع: رمضان . . خصائصٌ و لطائف الثلاثاء سبتمبر 02, 2008 8:47 am | |
| [size=25]رمضان .. خصائص ولطائف بقلم : العلامة الشيخ صفوت الشوادفى رحمه الله
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والصلاة والسلام على رسوله الكريم ، إمام الصائمين والقائمين والعاكفين والصالحين .. وبعد :
لقد أظلنا شهر كريم مبارك ، كتب الله علينا صيامه ، وسن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قيامه ، فيه تفتح أبواب الجنة ، وتُغلق أبواب الجحيم ، وتغل فيه الشياطين ، من صامه إِيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قامه إِيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم ، وقد بارك الله في هذا الشهر، وجعل فيه من الخصائص واللطائف والعبر ما ليس في غيره من الشهور . فمن لطائفه وعجائبه أنه أسرع قادم ، وأسرع ذاهب ، فإِن شهور السنة - وهى جزء من عمر الإِنسان - تمر مر السحاب ، ولا تشعر بذلك إِلا بقدوم رمضان لسرعة عودته بعد رحيله .
وهو أسرع ذاهب ، لأنه ما أن يبدأ حتى ينتهي ، وتمر أيامه ولياليه مرور النسيم تشعر به ولا تراه.
وأعجب من ذلك كثرة دموع التائبين التي تنهمر في ليل رمضان كأنها سيل جارى ، أين كانت هذه الدموع الغزيرة عبر شهور كثيرة مضت وانقضت ؟ لقد حبستها المعاصي وسجنها القلب القاسي ، ثم أطلقتها التوبة فسالت وانحدرت من مآقيها لتنقذ العين من عذاب الله ، لأنها بكت من خشية الله ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عينان لا تمسهما النار :عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله " [ رواه الترمذي ( 1639) ]( 1 )
وفى رمضان يقبل المسلمون في المشارق والمغارب على القرآن ، في الليل والنهار و يتنافسون على تلاوته في الصلاة ، يدفعهم إلى ذلك رجاء رحمة الله ، والخوف من عذاب الله .
كما يختص رمضان دون غيره من الشهور بكثرة التائبين والعائدين إِلى الله ، فهو شهر توجل فيه القلوب ، وتدمع العيون ، وتقشعر فيه الجلود ، وهذه الصفات الثلاثة كانت ملازمه للجيل الأول في كل شهور العام ، كما أن هذه الصفات قد جعلها الله عز وجل علامة صادقه على الإِيمان ؛ فقال سبحانه وتعالى عن الصفة الأولى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [ الأنفال : 2 ] . وقال عن الثانية : { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ } [ الزمر : 23 ] . وقال في الثالثة : { وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ } [ المائدة : 83 ] ، وقد أثمر هذا الإيمان الراسخ ، واليقين الكامل عند السلف الصالح مجموعة من الخصال التي يحبها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والتي لا تجتمع أبداً إِلا في مؤمن صادق ، ويجمعها عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله ( ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إِذ الناس نائمون ، وبنهاره إِذ الناس مفطرون ، وبحزنه إِذ الناس يفرحون ، وببكائه إِِذ الناس يضحكون ، وبصمته إِذ الناس يخوضون ، وبخشوعه إِذ الناس يختالون ) .
إِنها : قيام ليل ، وصيام نهار ، وحزن وندم على التفريط والإِسراف على النفس ، وبكاء من شدة الخوف ، وصمت يحفظ من الزلل ، ويدعوا إِلى التفكر والتدبر، وخشوع محاطٌ بذل العبودية لله رب العالمين .
ويجتمع في رمضان من صنوف البر، وأوجه الخير أنواع كثيرة وافرة وكلها أبواب مفتوحة على الجنة ، مفضية إلى رضوان الله ، ومع كثرة الأبواب و وفرتها فإِن المسلم قد يطرق باباً واحداً ويغفل عن بقيتها ! فيحرم نفسه ويضيع عمرها هباءً !! قد يصوم ولا يقوم أو يقوم ولا يتصدق، أو يتصدق ولا يقرأ القرآن أو يصوم بطنه ولا تصوم جوارحه ، أو يصوم النهار ولا يصوم الليل فيمتنع عن الحلال نهاراً ( الأكل و الشرب) ، ويفطر على المعاصي ليلاً ( الدخان والفيلم ) ، وإِذا غلبك شيطانك في رمضان فإِنك لن تغلبه غالباً في غيره !! إِلا أن يشاء الله .
ومن أعظم القربات ، وأجل الطاعات التي غفل عنها الغافلون : تقديم النصيحة للمسلمين ، ودعوتهم إِلى الخير، وتعليم جاهلهم ، وتذكير غافلهم ، فإِن الدال على الخير كفاعله ، وقد كان السلف الصالح رضي الله عنهم يرون النصيحة والموعظة أعظم أجراً ، وأبقى نفعاً من الصدقة !! .
كتب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إِلى القُرضى : أما بعد .. فقد بلغني كتابك تعظني ، وتذكر ما هو لي حظ ، وعليك حق ، وقد أصبت بذلك أفضل الأجر، إِن الموعظة كالصدقة ، بل هي أعظم أجراً ، وأبقى نفعا ً، وأحسن ذخراً ، وأوجب على المؤمن حقاً لكلمة يعظ بها الرجل أخاه ليزداد بها في هدى رغبة ، خير من مال يتصدق به عليه ، وإِن كان به إِليه حاجة . ولما يدرك أخوك بموعظتك من الهدى خير مما تنال بصدقتك من الدنيا ..
ولأن ينجو رجلا بموعظتك من هلكة ، خير من أن ينجو بصدقتك من فقر !!
وفى رمضان تقبل الأمة الإسلامية بكل شعوبها على الله إقبالا لو استقامت عليه لنصرها الله على أعدائها ، وأورثها سعادة الدنيا ، ونعيم الآخرة !! لكن الواقع يشهد أن كثيراً من المسلمين يكون مع الطاعات في كرٍ و فر ، فهو بين الإقبال والإدبار ،فهل من عودة صادقة واغتنام لفرصة سانحة قبل أن تتمنى ساعة من ساعات الدنيا فلا تُعطاها : { قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا } [ المؤمنون : 99 ، 100 ] ، وإن أكثر شئ في الأحياء الغفلة ، وأكثر شئ في الأموات الندم على ما فات ! فيا أيها المقبول هنيئاً لك بثواب الله عز وحل ورضوانه ، ورحمته وغفرانه ، وقبوله وإِحسانه ، وعفوه وامتنانه .
ويا أيها المطرود بإِصراره ، وطغيانه ، وظلمه وغفلته ، وخسرانه ، وتماديه في عصيانه ، لقد عظمت مصيبتك ، وخسرت تجارتك ، وطالت ندامتك ، فأدرك نفسك قبل أن تكون من القائلين : { يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } [ الفجر : 24 ] ،
فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وركوعنا وسجودنا وسائر أعمالنا الصالحات ، إنه ولى ذلك والقادر عليه .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم [/size] | |
|
nemo
عدد المساهمات : 63 تاريخ التسجيل : 01/09/2008
| موضوع: رد: رمضان . . خصائصٌ و لطائف الأربعاء سبتمبر 03, 2008 6:25 pm | |
| | |
|